المدير العام Admin
عدد المساهمات : 71 نقاط : 199 تاريخ التسجيل : 10/08/2010 العمر : 49 الموقع : محافظة سوهاج
| موضوع: حكم استخدام أثر المريض كالقهوة وعتبات الأبواب في علاج العين الأحد أكتوبر 17, 2010 10:32 am | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
يعمد البعض بالسؤال عن بعض الأمور المتعارف عليها والمتداول استخدامها بين الناس في علاج العين والحسد ، وقد تكون تلك الأمور من الأساليب والعادات المتوارثة عن الآباء والأجداد ، ويفضي استخدام بعضها في علاج العين إلى محاذير شرعية ، والوقوع في المحرم ، وسوف أقتصر البحث بذكر الأمور الجائز استخدامها في هذا المجال ، وأما الأمور الأخرى التي لا يجوز فعلها بسبب تأثيرها وخطورتها على العقيدة والدين ، فسوف أفرد لها موضوعاً أخر لبيانها 0 وبالعموم فقد ذكر العلماء الأجلاء شروط الأخذ بالأسباب 0
[size=21]وقد لخص ذلك الدكتور فهد بن ضويان السحيمي – حفظه الله – عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، حيث قال : ( ولقد فصل العلماء القول في شروط الأخذ بالأسباب ، ويمكن إيجازها فيما يلي :
1- أن يكون السبب مما ثبت أنه سبب :
شرعا : لأن هناك من الأسباب ما هو محرم ، وكل سبب لم يأذن به الله ولا رسوله فهو باطل 0
وقدرا : بأن يعرف أن هذا من الأسباب المعهودة التي يحصل بها المقصود – كالأدوية المجربة النافعة المعروف منفعتها وكحصول الشبع عند الأكل والري عند الشرب 0
2- أن لا يعتمد على السبب بذاته بل يعتمد على خالقه ومسببه ، لأنه قد يتخلف عنه مع قيام السبب إذ الضار والنافع والمعطي والمانع هو الله وحده لا شريك له 0
والحكمة في تخلف المسبب عنه مع قيام السبب هي :
أ – عدم الاعتماد على الأسباب فتلتفت القلوب عن الله فتتعلق بهذا السبب 0
ب – علم كمال قدرة الله وأن له التصرف المطلق وحده لا شريك له 0
3- أن يعلم أنه مهما عظمت وقويت تلك الأسباب فانها مرتبطة بقدر الله لا خروج لها عنه فلا يعتمد عليها ) ( أحكام الرقى والتمائم – 13 ، 14 ) 0
ويعقب الدكتور الفاضل بكلام جميل بعد أن أورد تلك الشروط ، حيث يقول : ( ليس كل سبب حصل به المقصود ونيل به الطلب يجوز الأخذ به بل لا بد في ذلك من النظر إليه من الجهة الشرعية فما أجاز لنا الشرع الأخذ به من الأسباب أخذنا به مع عدم الاعتماد عليه بل يكون الاعتماد على خالقه ومسببه وأن هذه الأسباب مرتبطة بقدر الله عز وجل ، وما منعنا منه الشرع فالواجب علينا الامتناع عنه ، ولو وجدت فيه بعض المصلحة لأن ضرره راجح على منفعته 0 والله أعلم ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 17 ) 0
وقبل أن أذكر بعض المجربات الحسية الثابت نفعها لا بد من وقفة علمية تحليلية للحكم على مشروعية تلك الاستخدامات :
إن كافة الطرق المدونة تعتمد على أساس شرعي وهو القياس بحادثة سهل بن حنيف – رضي الله عنه - ، فالمعنى الذي يدل عليه الحديث آنف الذكر هو أخذ الغسل من عامر بن ربيعه ثم صبه من خلف سهل بن حنيف على رأسه وظهره ، وقد فهم بعض العلماء الأجلاء أن العلة المتعلقة بالأمر هو أخذ أثر العائن على أي صفة كانت والذي يؤدي بدوره بإذن الله تعالى لشفاء المعين ، فالغسل والوضوء تحمل الأثر المباشر للعائن وعند استخدامها بالكيفية المشار إليها آنفا فإنها تؤدي لشفاء المعين بإذن الله تعالى 0
يقول الحافظ بن حجر في الفتح : ( تنبيهات : الأول : اقتصر النووي في " الأذكار " على قوله : الاستغسال أن يقال للعائن : اغسل داخله إزارك مما يلي الجلد ، فإذا فعل صبه على المنظور إليه ، وهذا يوهم الاقتصار على ذلك ، وهو عجيب ، ولا سيما وقد نقل في " شرح مسلم " كلام عياض بطوله 0
الثاني : قال المازري : هذا المعنى مما لا يمكن تعليله ومعرفة وجهة من جهة العقل ، فلا يرد لكونه لا يعقل معناه 0 وقال ابن العربي : إن توقف فيه متشرع قلنا له : قل الله ورسوله أعلم ، وقد عضدته التجربة وصدقته المعاينة أو متفلسف فالرد عليه أظهر لأن عنده أن الأدوية تفعل بقواها ، وقد تفعل بمعنى لا يدرك ، ويسمون ما هذا سبيله : " الخواص " ) ( فتح الباري – 10 / 204 ، 205 ) 0
والملاحظ من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - كما سوف يتضح لاحقا تجلي هذا الفهم حيث يقر استحداث طرق جديدة مع وجود النص الصحيح الصريح في الباب 0
يعقب الأخ الفاضل فتحي الجندي على نظرة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – حفظه الله - في هذه المسألة حيث يقول : ( يلاحظ هنا تجديد في الفتاوى من الشيخ ابن عثيمين في هذا الباب ، بعد أن كان الأصل في هذا الباب هو التوقيف ، والاحتجاج هنا بما جرت به العادة مع وجود نص في المسألة وهو الأمر بالاغتسال بهيئة خاصة للعائن والمصاب 0 ومقتضى هذا أن الشيخ يقر استحداث طرق جديدة مع وجود النص الصحيح الصريح في الباب ، وبالتالي تجويزه العمل بالنافع مما جرت به العادة ) ( النذير العريان – ص 173 ) 0
قلت : والذي أراه في هذه المسألة الجواز لاعتماد نص صريح في هذا الباب والقياس عليه ، خاصة أن فعل ذلك دون الاعتقاد فيه يؤدى لنتائج إيجابية طيبة ومحمودة بإذن الله تعالى ، ويندرج تحت هذا الحكم أمور أخرى تتعلق بطريقة علاج العين بشكل عام كنفث العائن على المعين أو تبريكه ونحو ذلك ، مع التنبيه لأمر هام جدا يتعلق بهذه المسألة وهو أن استخدام تلك الكيفيات وعلى هذا النحو يرقى لكي يصبح سبباً حسياً للشفاء بإذن الله تعالى ، وهذا ما قررته الخبرة والتجربة لدى كثير من المعالِجين أصحاب المنهج الإسلامي الصحيح ، مع تدوين بعض النقاط الهامة ، وهي على النحو التالي :
أ)- الأولى الاعتماد على الطريقة الواردة في حادثة سهل ابن حنيف ، والتي تنص على أخذ غسل العائن وصبه على المعين كما بينها العلماء الأجلاء 0
ب)- يلجأ لاستخدام الطرق المدونة لاحقا خوفا من حصول مفسدة شرعية أعم من المصلحة المترتبة ، ومثال ذلك أن يؤدي طلب الغسل من العائن إلى القطيعة والتنافر ، وهذا يؤدي إلى مفسدة شرعية عظيمة أعم من المصلحة المترتبة 0
ج)- يتم اللجوء لبعض الطرق المدونة خاصة أخذ آثار عتبات الأبواب والأقفال في حالة صعوبة معرفة العائن أو الحاسد لسبب أو لآخر 0
وفيما يلي بعض الطرق الحسية المباحة والمشروعة لعلاج العين والحسد :
* الطريقة الأولى : استخدام آثار المريض الداخلية أو الخارجية ووضعها بالماء ورشه بعد ذلك على المعين :
وقد أفتى بجواز ذلك فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - حيث يقول : ( وهناك طريقة أخرى - لعلاج العين - ولا مانع منها أيضا ، وهي أن يؤخذ شيء من شعاره أي : ما يلي جسمه من الثياب كالثوب ، والطاقية والسروال وغيرها ، أو التراب إذا مشى عليه وهو رطب ، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب ، أو يشربه 0 وهو مجرب ) ( القول المفيد على كتاب التوحيد – 1 / 94 ) 0
ويقول في موضع آخر : ( وقد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل الطاقية وما أشبه ذلك ويربصونها بالماء ثم يسقونها المصاب ورأينا ذلك يفيده حسبما تواتر عندنا من النقول ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 196 ) 0
* الطريقة الثانية : استخدام أثر العائن على أي صفة كانت كالماء والقهوة والنوى :
وهذه الطريقة مما اختلف فيه أهل العلم ، فالبعض قد أجاز استخدام هذه الطريقة دون الاعتقاد بها ، واعتبار ذلك من قبيل الأسباب الحسية الداعية للشفاء بإذن الله تعالى ، وقد أثبتت التجربة والخبرة نفعه وفائدته 0
يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - معقبا على الكلام السابق : ( فإذا كان هذا هو الواقع فلا بأس باستعماله لأن السبب إذا ثبت كونه سببا شرعا أو حسا فإنه يعتبر صحيحا 0 أما ما ليس بسبب شرعي ولا حسي فإنه لا يجوز اعتماده ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 196 ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز استخدام أثر العائن على أي صفة كانت كالقهوة والماء ونحو ذلك لعلاج العين والحسد ؟؟؟
فأجاب – حفظه الله - : ( قد عرف بالتجربة المتبعة أن أثر العين تبطل باستعمال شيء مما مسه العائن كريقه وعرقه ودمعه ونحو ذلك ، فالناس عادة يغسلون ما مسه كحذائه الذي يلي قدمه ، وثوبه الذي يلي جسده وداخله إزاره وفضل وضوئه وغسالة يديه وشعر بدنه وأظافره ونحوها ، فيشرب منه المعين أو يغتسل به فيبرأ بإذن الله تعالى ، وقد دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : " 000 وإذا استغسلتم فاغسلوا " ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ) وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عامر بن ربيعه لما أصاب سهل بن حنيف فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله إزاره في قدح ثم صب عليه فراح مع الناس ، أخرجه مالك في الموطأ فهذا من باب العلاج والله الشافي ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – ص 242 – فتوى مكتوبه بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0
وقد سئل فضيلته عن أخذ بعض الأثر المتبقي من بعض الناس الذين يشك بأنهم أصابوا شخص ما بالعين ، كأخذ المتبقي في الكأس من ماء أو شراب ، أو فضلات الأكل ، وهل هذا صحيح معتمد ؟؟؟
فأجاب – حفظه الله - : ( نعم كل ذلك صحيح ونافع بالتجربة ، وكذا غسل ثوبه الذي يلاصق بدنه أو يعرق فيه ، أو غسل رجليه أو يديه لعموم " وإذا استغسلتم فاغسلوا " ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ) ، فهو يعم غسل البدن كله ، أو غسل بعض البدن ، وحيث جرب أن أخذ شيء من أثره يفيد ، فإن ذلك جائز كغسل نعله الذي يلبسه ، أو جوربه الذي يباشر جلده ، لأمره في الحديث بغسل داخله إزاره ، أي الذي يلي جسده ، وكذا ما مست يداه من عصى أو قفاز ، وكذا فضل وضوئه الذي اغترف منه ، أو ما لفظه من النوى ، أو تعرق من عظم أو نحو ذلك ، وهذا بحسب التجربة ، وقد يصيب بإذن الله ، وقد يستعصي ذلك بحسب قوة نفس العائن وضعفها ، ولكن بعض الناس يتوهم كل إصابة وكل مرض حصل له فهو من العين ، ويتهم من لا يُتهم ، ويأخذ من فضلاته فلا يرى تأثراُ ، وذلك مما لا أصل له ، والواجب أن يعتقد أن الأمراض كلها بقدر الله تعالى ، وأن كثيراً من الأمراض تحصل بدون سبب ، وأن علاجها بما يناسبها من العلاج المباح ، والله أعلم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – ص 242 ، 243 - مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 234 ) 0
والبعض الآخر لم يجز ذلك كسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، حيث سئل عن أهل المصاب بالعين وقيامهم بدعوة الناس لوليمة ، ثم بعد ذلك يأخذون بقايا المشروبات فيغتسل بها المريض ، فما حكم ذلك ؟
فأجاب – رحمه الله - : ( كل هذا لا أصل له ، إنما إذا عرف العائن أو ظن أنه العائن ، يطلب منه الاغتسال ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفعل ذلك ، فإذا غسل وجهه ويديه وتمضمض ] قلت : هذه الكيفية لم تثبت في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر هذه الكيفية بعض أهل العلم ، قال البيهقي : " قال ابن شهاب الزهري – رحمه الله – الغسل الذي أدركنا علماءنا يصفونه : أن يؤتى للرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيه فيمضمض 000 الخ – " السنن – 9 / 352 " ، وقال المناوي : " قال القرطبي : وصفته عند العلماء أن يؤتى بقدح من ماء ولا يوضع القدح بالأرض فيأخذ منه غرفة فيتمضمض بها ثم يمجها في القدح000 الخ " " فيض القدير– 4/324 " [ ، أو غسل وجهه وذراعيه وداخلة إزاره وأطراف قدميه ، فيصب على المعين وينفعه الله بذلك ) ( فتاوى السحر والعين والمس – لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – شريط مسجل – بتصرف واختصار - إصدار تسجيلات البردين - جمع وإعداد محمد بن عبدالرحمن اليوسف ) 0
قلت : قد ذكرت هذه الطريقة في كتابي " المنهل المعين في اثبات حقيقة الحسد والعين " واعتبرتها طريقة مشروعة للعلاج والاستشفاء من العين والحسد باعتبار أنها من الأسباب الحسية الثابتة بالتجربة ، حيث ذُكر لي ذات يوم استخدام هذه الطريقة فتوقفت في ذلك ومن ثم جربته فرأيت فيه نفعاً عظيماً بإذن الله سبحانه وتعالى ، وقد عرضته واستفتيت فيه فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – ونفعنا بعلمه فأفتى بما ذكرته آنفاً ، ومن هنا يرى اختلاف في وجهة نظر كل من العالمين الجليلين ، وإن كنت أميل في رأيّ لقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين حيث أن التجربة قد أكدت لي بما لا يدع مجالاً للشك الفائدة العظيمة من استخدام هذه الطريقة في الاستشفاء والعلاج شريطة المحافظة على الضوابط والشروط المتعلقة بالأخذ بالأسباب الحسية ، إلا أن الأسلم والأتقى أن يعتمد في العلاج على الطريقة الثابتة الواردة في الأحاديث الصحيحة من غسل اليدين والقدمين والركبتين وداخلة الإزار ، أو الاغتسال أو الوضوء ، كل ذلك ثابت في السنة المطهرة ، والأولى أن لا يعتمد على هذه الطريقة إلا في حالات الضرورة سداً للذريعة المفضية للمحذور ، فبعض الحالات التي تصاب بالعين تكون في أماكن عامة كالمدرسة أو المستشفى أو مناسبة معينة وفي هذه الحالة يكون من الصعوبة بمكان معرفة العائن أو الحاسد ، وقد جرب استخدام هذه الطريقة فنفع نفعاً عظيماً 0
ثالثاً : استخدام آثار عتبات الأبواب أو أقفالها ونحوه ووضعها بالماء والاستحمام بها لإزالة أثر العين :
وتلك المسألة أيضاً مما اختلف فيها أهل العلم الأجلاء ، فيرى العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أن هذا العمل لا أصل له في الشريعة وهو باطل لا يجوز فعله 0
بسئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن بعض الناس إذا شكوا أو علموا أن ابنهم مصاب بحسد العين قاموا بغسل ومسح أبواب المنازل أو درج مقدمة المنزل ممن يشكون بهم ، هل هذا العمل مشروع ؟؟؟
فأجاب – رحمه الله - : ( هذا باطل ولا يجوز ، ولا أصل له ، إنما المشروع إذا عرف أن العائن فلان أو ظن أنه العائن ، يقال له : اغتسل لفلان ، فإذا غسل وجهه ويديه جعلها في إناء وصب على المعين فإن الله ينفعه بذلك ، أما غسل الدرج أو الأرض أو أخذ التراب من الأرض كل هذا لا أصل له ) ( فتاوى السحر والعين والمس – لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – شريط مسجل – بتصرف واختصار - إصدار تسجيلات البردين - جمع وإعداد محمد بن عبدالرحمن اليوسف ) 0
وسئل سماحته عن بعض القراء ممن ينصحون من يعالج من العين بأن يأخذ فوطة مبلولة ويمسح بها بعض الأمكنة فهل لذلك أصل ؟؟؟
فأجاب – رحمه الله - ( لا ليس هذا من العلاج ، العلاج أن يأخذ من الشخص المتهم ، فيغسل للمعين وجهه ويديه وداخلة إزاره وأطراف قدميه فينفعه الله في ذلك، وقد ثبت أن النبي قال : " 00 وإذا استغسلتم فاغسلوا " ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ) ، فإذا غسل وجهه ويديه وتمضمض فهذا يكفى ، أما مسح التراب ، ومسح الطرق فهذا يفعله بعض العامة وقد يفضي هذا إلى النجاسات والأوساخ ، فلا يجوز ذلك ) ( فتاوى السحر والعين والمس – لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – شريط مسجل – بتصرف واختصار - إصدار تسجيلات البردين - جمع وإعداد محمد بن عبدالرحمن اليوسف ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز استخدام آثار عتبات الأبواب والأقفال وذلك عن طريق مسح المكان ووضع ذلك في الماء واغتسال المعين منه ، علما أنه قد ثبت نفع ذلك مع كثير من الحالات ، واعتبار مثل ذلك الاستخدام سببا حسيا للشفاء بإذن الله تعالى ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( قد عرف بالتجربة أن غسل كل ما مسه العائن ثم شرب المعين من غسالته أو صبه عليه يكون سببا في الشفاء من تلك العين بإذن الله تعالى ، وحيث أن العائن يمس قفل الباب أو مفتاح السيارة وقد يطأ حافيا على عتبة الباب أو يمس العصا أو المظلة أو الفنجان للقهوة أو الشاي ، أو يأكل من التمر ويلفظ النوى بعد أن يمصه بفمه ، فإن غسل هذه كلها مما جرب وحصل معه زوال أثر العين بإذن الله قياسا على أمره بالاغتسال كما في الحديث الصحيح ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – ص 244 – فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان 1418 هـ ) 0
( && قصص واقعية && )
( && القصة الأولى && )
اتصل أحد الزملاء يشكو لي معاناة زوجته ، حيث قال : قبل أيام رزقنا الله سبحانه وتعالى بمولودة موفورة الصحة والعافية ، وقد سعدنا كثيرا بها ولله الحمد والمنة ، وبعد أيام حضر بعض النسوة لتهنئة زوجتي بالمولودة الجديدة ، وبعد خروجهن ، أخذت الطفلة بالبكاء الشديد ولم تعد تتقبل الرضاعة من الأم ، وكذلك أحست زوجتي بإرهاق وتعب شديد وأخذت تبكي وتصيح على نحو غير مألوف ، وفور سماعي بذلك عرضتها والطفلة على طبيبة متخصصة ولكن دون جدوى ، وتم رقيتها بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وقد تبين إصابتها بالعين من خلال الأعراض التي اتضحت بعد القراءة والله تعالى أعلم ، وقد أشرت على هذا الأخ الفاضل القيام بمسح العتبة والأقفال الخاصة ببوابة مدخل النساء بقطعة من القماش ووضعها في ماء ، ومن ثم قيام الزوجة بمسح كافة أنحاء الجسم من هذا الماء ، وكان المفترض أن تقوم المرأة بالاغتسال من هذا الماء ، واستعيض عن ذلك بالأسلوب آنف الذكر نتيجة الولادة القيصرية ، حيث أن الاغتسال قد يؤدي لتعرض الجرح لمضاعفات خطيرة ، بعد ذلك من الله سبحانه وتعالى على هذه الأخت الفاضلة بالشفاء ، وعادت الأمور إلى سابق عهدها ، والله تعالى أعلم 0
( && القصة الثانية && )
وهذه القصة رواها لي أحد الزملاء في العمل ، حيث يقول : كانت زوجتي في زيارة لأهلها ، وقام بزيارتها بعض النسوة ممن تجاوزن العقد الثالث من العمر ، يقول الأخ الفاضل : وبعد انصرافهن ، لا أدري ماذا حصل لزوجتي ، أصبحت تبكي بكاء شديدا نتيجة المعاناة والألم ، ومن فوري عرضتها على طبيبة متخصصة وبعد إجراء كافة الفحوصات الطبية تبين أنها لا تعاني من أية أمراض عضوية ، فاحترت في أمري ، وتذكرت قصة سمعتها عن والدتي رواية عن إحدى قريباتي تقول فيها :
ذات يوم ذهب طفلي البالغ من العمر سبع سنوات لشراء بعض الحلوى ، وكان الطفل وسيما نظيفا مرتب الهيئة والمظهر ، فرآه في مركز التسويق رجل فمسح على رأسه وداعبه وقبله ، وعاد الطفل إلى البيت يبكي ، ويتزمل الفراش وقد ظهرت على جسده حبوب وبقع حمراء ، وكان يرتجف ، فهدأت من روعه ، وسألته عن سبب بكائه ، امتنع في بادئ الأمر عن الكلام ، وبعد استخدام أسلوب المداعبة واللطف واللين أخبرني بالأمر ، فما كان مني إلا أن توجهت فورا إلى ذلك المركز ، وقمت بمسح عتبة المدخل بقطعة من قماش ، وعدت من فوري للمنزل ، ووضعت تلك القطعة بالماء ، وقمت برشها على ولدي ، وسبحان الله فك كأنه من عقال 0
يقول الأخ الكريم : ومن فوري ذهبت للمنزل الذي يقطنه هؤلاء النسوة ، وقمت بمسح عتبة الباب بقطعة من قماش ، وعدت ووضعت القطعة بالماء ، وقمت برشه على جسد زوجتي ، وانتهى كل شيء ولله الحمد والمنة ، والله تعالى أعلم 0
ويمكن الجمع بين قولي العلماء بحيث إذا عرف العائن فالأولى أن يؤخذ من غسله أو أثره على الصفة التي ذكرها أهل العلم ، ولا نتبع تلك الطريقة ، وفي حال صعوبة ذلك الأمر كمدرسة أصيبت في مدرسة فمن الصعوبة بمكان أخذ غسل الطالبات والمدرسات وتكون تلك العملية شاقة وبالتالي قد يؤخذ بطريقة مسح عتبات الأبواب أو المقابض ، وبخاصة أن الأمر قد جرب فنفع نفعاً عظيماً بإذن الله تعالى والقصص آنفة الذكر تؤكد على ذلك ، والله تعالى أعلم 0
وهذا الكلام لا يعني مطلقاً التقليل من مكانة سماحة الشيخ الوالد – رحمه الله – فليس لمثلي أن يخوض في بحر لا طاقة له به ، بل أين الثرى من الثريا ، وأين الماء الأجاج من الماء العذب الفرات ، فسماحته علم من أعلام الأمة الأجلاء ، وسوف تبقى كلماته وفتاواه مرجعاً علمياً ، ومعيناً غدقاً وبحراً زاخراً ، فقدره كبير في النفوس والأفئدة ، وقد علمنا علماؤنا الأجلاء مقولة مأثورة : " ما اتفقنا عليه فلنعمل سوياً عليه ، وما اختلفنا فيه فليعذر بعضنا بعضاً في الأمور الاجتهادية " ، سائلاً المولى عز وجل أن يتجاوز عن عثراته ، وأن يرزقه مقاماً محموداً في الجنة ، والله تعالى أعلم 0
وأذكر كلاما جميلا يتعلق بموضوع التجارب المنضبطة بالأسس الشرعية للشيخ الفاضل عبدالله السدحان يقول فيه :
( الراقي حين يرقي تكون له تجارب في مجال القراءة ينفع الله بها الناس ، وذلك أن الراقي استخدم عقله وتجربته وعرضها على علماء الشرع فأقروه على ذلك وبخاصة إذا لم يجد نصا شرعيا في المسألة 0 والتجربة أكبر برهان - كما يقال - فرب علم أو حكمة ينشدها كبار الناس وعلماؤهم من زوايا تفكيرهم فلا يتضح الحق إلا في زاوية رجل مغمور ، أطلق لفكره العنان ، ففتح الله عليه فواتح علمه ، والحجر على ذوي الرأي وحرية التفكير فيما لا نص فيه تجعل النظر ضيقا ، وهذا ما أراده فرعون مصر حين قال : ( مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) ( سورة غافر – الآية 29 ) ، فعطل فيهم ملكة الرأي ، وجعلها حكرا على فهمه السقيم ، فأهلك نفسه وقومه 0 وعكسه في ذلك بلقيس وهي امرأة وكان الحق معها لما قالت : ( يَاأَيُّهَا المَلأ أَفْتُونِى فِى أَمْرى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ) ( سورة النمل – جزء من الآية 32 ) فأنقذت نفسها وقومها 0 فكل إنسان له شخصيته المستقلة فإذا حافظ على هذا الاستقلال دون محاكاة للغير وذوبان هذه الشخصية وتقليد لبعض ذوي الشهرة من العلماء والوجهاء في حركاتهم وأصواتهم ومظاهرهم فقد مضى على سنة الله ) ( قواعد الرقية الشرعية – ص 47 ، 48 ) 0
قلت : وما قصده الشيخ الفاضل في طرحه لقضية التجارب العملية ، تلك المتعلقة بالأسباب الحسية فقط والتي ثبت نفعها بإذن الله تعالى وأصبحت أسبابا حسية للعلاج والاستشفاء ، أما الأسباب الشرعية فلا بد أن يثبت بها نص من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ودون ذلك يعتبر استخدام تلك الأمور من قبيل البدعة التي تختلف باختلاف نوعها ومضمونها وأسلوبها 0
هذا ما تيسر لي تحت هذه العجالة ، سائلاً المولى أن يفقهنا في دينه ، وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب الدعاء 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
[/size] | |
|